تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٦٢
* (يوم يفر المرء من أخيه (34) وأمه وأبيه (35) وصاحبته وبنيه (36) لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه (37) وجوه يومئذ مسفرة (38)).
قال الشاعر:
(يا جارتي هل لك أن تجالدي * جلادة كالصخ بالجلامد) أي: كالصك، وقيل: إن الصاخة صيحة إسرافيل تصك الأسماع، وعن بعضهم: أن الصاخة ما يصخ له كل شيء أي: ينصت يقال: رجل أصخ أي أصم.
وقوله: * (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) يفر منهم لأنه لا يمكنه أن ينفعهم وينتفع بهم.
قيل: يفر لئلا يروا الهوان الذي ينزل فيه، وقيل: يفر منهم ضجرا لعظم ما هو فيه، وفي بعض التفاسير: أن قوله: * (من أخيه) قابيل من هابيل.
وقوله: * (وأمه) هو الرسول من أمه.
وقوله: * (وأبيه) هو إبراهيم - صلوات الله عليه - من أبيه.
وقوله: * (وصاحبته) هو لوط - عليه السلام - من زوجته.
وقوله: * (وبنيه) هو آدم - عليه السلام - من بنيه المفسدين، وقيل: هو نوح - عليه السلام - من ابنه.
وقوله: * (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) أي: شيء يكفيه ويشغله، وقال القتيبي: شيء يصرفه عن غيره، والشأن: هو الأمر العظيم، يقال: فلان في شأن، أي: في أمر عظيم.
وقرئ في الشاذ: ' يعنيه ' من عنى يعني بالعين غير معجمة.
قوله تعالى: * (وجوه يومئذ مسفرة) أي: [ذات] فرحة مسرورة، وقيل: نيرة، وقيل: هو في معنى قوله تعالى: * (يوم تبيض وجوه) أي: وجوه يومئذ تبيض.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»