تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٥٨
* (مرفوعة مطهرة (14) بأيدي سفرة (15) كرام بررة (16) قتل الإنسان ما أكفره (17)).
ومنه قول نوبة بن حمير:
* (إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد * رابني منها الغداة سفورها).
أي: ظهورها.
وقال قتادة والضحاك: * (بأيدي سفرة): هم القراء الذين يقرءون الآيات.
وقال الفراء في قوله: * (مرفوعة مطهرة) سماها مرفوعة مطهرة؛ لأنها أنزلت من اللوح المحفوظ.
وقيل: سفرة هم ملائكة موكلون بالأسفار من كتب الله تعالى، ومنه أسفار موسى، واحدها سفر. وقال الشاعر:
(فما أدع السفارة بين قومي * وما أمشي بغش إن مشيت) وسمي التفسير بين الاثنين سفيرا؛ لأنه يظهر عما في قلب هذا وعما في قلب الآخر ليصلح بينهما.
وقوله: * (كرام بررة) فقوله: * (كرام) صفة الملائكة أي: كرام على الله، وقوله: * (بررة) أي: مطيعين، وهو في معنى قوله: * (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) وفي بعض الكتب أن في السماء ملائكة بأيديهم الصحف يقرءون القرآن وعبادتهم ذلك، و هذا راجع إلى ما بينا من قبل قول الضحاك.
قوله تعالى: * (قتل الإنسان ما أكفره) ثم بين الله تعالى من العبر والآيات في الآدمي ما لا ينبغي أن يكفر معها.
وقوله: * (قتل) أي: لعن، والإنسان هو الكافر، وقيل: هو الوليد بن المغيرة، وقيل: أمية بن خلف.
وروى الضحاك عن ابن عباس ' أن الآية نزلت في عتبة بن أبي لهب لما أنزل الله تعالى سورة ' والنجم ' قال عتبة: أنا أكفر بالنجم إذا هوى، فقال النبي: ' اللهم سلط عليه كلبا من كلابك '، وروى أنه قال: ' اللهم سلط عليه أسد الغاضرة ' - والغاضرة موضع - ثم إنه خرج بعد ذلك في رفقة، فلما بلغ ذلك
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»