تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٦٦
* (وإذا النفوس زوجت (7) وإذا الموءودة سئلت (8) بأي ذنب قتلت (9)).
وعن سعيد بن المسيب أن عليا - رضي الله عنه - سأل رجلا من اليهود عن جهنم؟ فقال: هو البحر، فقال: ما أراه إلا صادقا، ثم قرأ قوله تعالى: * (وإذا البحار سجرت).
وعن بعضهم: أن بحر الروم وسط الأرض، وفي أسفله آبار من نحاس مطبقة، فإذا كان يوم القيامة سجرت نارا، ومن هذا قوله تعالى: * (والبحر المسجور) وقد بينا، ويجوز أن يجمع بين هذه الأقاويل، فيقال: إن البحار يدخل بعضها في بعض فتصير بحرا واحدا، ثم يفيض وييبس ثم يملأ نارا.
وقوله: * (وإذا النفوس زوجت) قال الشعبي: الأبدان بالأرواح، وقيل: قرنت بأعمالها.
وعن عمر - رضي الله عنه - قال: الصالح مع الصالح، والفاجر مع الفاجر.
وعن بعضهم: المؤمنون يقرنون بالحور العين، والكفار بالشياطين.
* (وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت) الموءودة: هي الولد، كان أهل الجاهلية يقتلونه، وكان الواحد منهم إذا ولد له ابن تركه، وإذا ولد له بنت دفنها حية.
وذكر بعضهم.
أن المرأة كانت إذا أخذها المخاض حفرة حفيرة، وجلست عليها فإن ولدت ابنا حبسته، وإن ولدت بنتا ألقتها في الحفيرة، وقد كان بعضهم يترك الجارية حتى تصير شديدة، ثم يقول لأمها: طيبيها زينيها، وقد حفر بئرا في الصحراء، ويحملها مع نفسه، ويأمرها أن تطلع في البئر، ثم يدفعها من خلفها في البئر، ويهيل التراب، وكانوا يفعلون ذلك إما خشية الإملاق، أو [دفعا] للعار وأنفة عن أنفسهم.
وقوله: * (سئلت بأي ذنب قتلت) هو سؤال توبيخ للوائد؛ لأن من جواب هذا السؤال أن يقول: قتلت بغير ذنب.
وقرأ ابن عباس والضحاك وجماعة: ' وإذا الموءودة سألت بأي ذنب قتلت ' والمعنى معلوم.
وذكر بعضهم في تفسيره: أنها تأتي متلطخة بالدماء، وتتعلق بثدي أمها وتقول: يا رب، هذه أمي وقد قتلتني.
واعم أنه ورد كثير من الأخبار في أن أولاد المشركين خدم أهل الجنة.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»