تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٥١
* (رفع سمكها فسواها (28) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29) والأرض بعد ذلك). خلقا أم السماء؟ وتم الكلام ثم قال: * (بناها) أي: بناها الله تعالى.
وقوله: * (رفع سمكها فسواها) هو في معنى قوله تعالى: * (هل ترى من فطور) أي: من شقوق وفروج، وقيل: معنى التسوية هاهنا هو أنه ليس بعضها أرفع من بعض ولا أخفض من بعض، والسمك الارتفاع.
وقوله: * (وأغطش ليلها وأخرج ضحاها) أي: أظلم ليلها.
وقوله: * (وأخرج ضحاها) أي: أبرز نهارها، وقيل: أظهر ضوءها، وأضاف الظلمة والضوء إلى السماء لأنهما يظهران من جانب السماء عند طلوع الشمس وغروبها * (والأرض بعد ذلك دحاها) أي: بسطها.
قال أمية بن أبي الصلت:
(وبث الخلق فيها إذ دحاها * فهم قطانها حتى التنادي) وقال سعيد بن زيد:
(أسلمت بوجهي لمن أسلمت * له الأرض تحمل صخرا ثقالا) دحاها فلما استوت شدها * وأرسى عليها جبالا) وقوله: * (بعد ذلك) أي: مع ذلك، وقيل: إنه خلق الأرض قبل السماء على ما قال في ' حم السجدة '، ثم بسطها بعد خلق السماء.
وفي الأثر عن ابن عباس: أنه لم يكن إلا العرش والماء، فخلق على الماء حجرا كالفهر، ثم خلق عليه دخانا ملتصقا به، ثم خلق موجا على الماء، ثم رفع الدخان من الحجر، وخلق من الحجر الأرض، ومن الدخان السماء، ومن الموج الجبال.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»