تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٥٩
* (من أي شيء خلقه (18) من نطفة خلقه فقدره (19) ثم السبيل يسره (20) ثم أماته فأقبره (21) ثم إذا شاء أنشره (22)). الموضع ذكر قول الرسول، فأمر أهل الرفقة أن يحرسوه تلك الليلة ففعلوا، وجاء الأسد وثب وثبة وصار على ظهره وافترسه '.
وقوله: * (ما أكفره) ويجوز أن يكون أيضا على وجه التوبيخ، وإن كان اللفظ لفظ الاستفهام فالمعنى: أي شيء أكفره بالله، وقد أراه من قدرته ما أراه.
وقوله: * (من أي شيء خلقه) معناه: أفلا يتفكر هذا الكافر من أي شيء خلقه الله تعالى، ثم بين من أي شيء خلقه، وقوله: * (من نطفة خلقه)، وقوله تعالى: * (فقدره) قال الكلبي: سوى خلقه من يديه ورجليه وعينيه وسائر جوارحه الظاهرة والباطنة، وهو في معنى قوله تعالى: * (خلقك فسواك) وقيل: فقدره أي: وضع كل شيء موضعه، وهيأ له ما يصلحه.
وقوله: * (ثم السبيل يسره) أكثر أهل التفسير على أن المراد منه هو الخروج من الرحم، وقيل معناه: يسر له سبيل الخير، وقيل: بين له سبيل الشقاوة والسعادة، قاله مجاهد، والذي تقدمه قول الحسن.
وقوله: * (ثم أماته فأقبره) أي: جعل له قبرا يدفن فيه، يقال: قبرت فلانا إذا دفنته، وأقبرته إذا جعلت له موضعا يدفن فيه.
قال الأعشى:
(لو أسندت ميتا إلى نحرها * عاش ولم ينقل إلى قابر) وقوله: * (ثم إذا شاء أنشره) أي: أحياه وبعثه.
قال الأعشى:
(حتى يقول الناس مما رأوا * يا عجبا للميت الناشر)
(١٥٩)
مفاتيح البحث: الدفن (2)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»