تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٦١
* (وعنبا وقضبا (28) وزيتونا ونخلا (29) وحدائق غلبا (30) وفاكهة وأبا (31) متاعا لكم ولأنعامكم (32) فإذا جاءت الصاخة (33)). قول معروف - وسمي قضبا؛ لأنه يقضب أي: يقطع وينبت، ثم يقطع وينبت هكذا.
وقوله: * (وزيتونا) وهو الزيتون المعروف.
وقوله: * (ونخلا وحدائق غلبا) الحديقة كل بستان يتحوط عليه، وما لا يكون محوطا عليه لا يكون حديقة.
وقوله: * (غلبا) أي: غلاظ الأعناق، يقال: رجل أغلب إذا كان شديدا غليظ الرقبة.
وقيل: ' غلبا ' ملتفة أي: دخل بعضها في بعض.
وقوله: وفاكهة وأبا) الفاكهة هي الثمار، والأب هي الكلأ.
قال ابن عباس ومجاهد: الأب مرعى الأنعام، وقيل: الأب للبهائم بمنزلة الفاكهة للناس.
وقال (الضحاك): الأب التين، وعن الحسن: أن الفاكهة ما طاب واحلو لي من الثمار.
ومن المعروف أن عمر - رضي الله عنه - قرأ قوله تعالى: * (وفاكهة وأبا) ثم قال: قد عرفت الفاكهة فما الأب؟ ثم قال: يا ابن الخطاب، هذا والله هو (التكذيب)، وألقى العصا من يده.
وقوله: * (متاعا لكم ولأنعامكم) أي: منفعة لكم ولأنعامكم.
وقوله: * (فإذا جاءت الصاخة) هي اسم من أسماء يوم القيامة، ذكره ابن عباس مثل الطامة والحاقة والقارعة وأشباهها، وقيل: الصاخة هي الداهية التي يعجز عنها الخلق، وقيل: الصاخة الصاكة، يقال: صخ فلانا إذا صكه.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»