* (فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا (39) إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا (40)). كائن لا محالة.
وقوله: * (فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا) أي منقلبا حسنا بالطاعة والعبادة.
وقوله تعالى * (إنا أنذرناكم عذابا قريبا) أي النار وكل آت فهو قريب.
وقوله * (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) أي ما قدمت يداه من الخير والشر.
وقوله * (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) روى [جعفر بن برقان] عن ابن الأحم عن ابن عباس أن الله تعالى يجمع الخلق يوم القيامة من الدواب والطيور والناس والجن فرذا نزل الثقلين منازلهم، قال للطيور والبهائم والدواب: كوني ترابا، فتكون ترابا فحينئذ يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابا.
قال رضي الله عنه: أخبرنا بهذا الحديث أبو محمد عبد الله بن أحمد أخبرنا أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البراز أخبرنا أبو بكر محمد بن زكريا الغدافري أخبرنا الدبري هو إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرازق عن معمر عن جعفر بن برقان.. الحديث.
وقيل: إن الكافر هاهنا هو أبو جهل.
وذكر النقاش في تفسيره عن الحسن بن واقد قال: إن الكافر يقول: يا ليتني كنت خنزيرا فأصير ترابا، فيقول التراب له: لا ولا كرامة لك - يعني لا يكون مثلي.
وحكى مثل هذا عن السدي أيضا.
وعن بعضهم أن معنى قوله * (يا ليتني كنت ترابا) أي يا ليتني لم أبعث.
وقد ورد في الحقب الذي ذكرنا أثران عن ابن عمر أنه قال: ليعمل أحدكم بالطاعة ولا يتكلمن على أنه يدخل النار ثم يخرج منها فإنه لا يدخل النار أحد فيخرج منها إلا بعد أن يمكث أحقابا وذكر الحقب كما بينا من ذكر الثمانين.