تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٤٥
بسم الله الرحمن الرحيم * (والنازعات غرقا (1) والناشطات نشطا (2)).
تفسير سورة والنازعات وهي مكية، والله أعلم.
قوله تعالى: * (والنازعات غرقا) فيه أقوال: أظهرها: أنها الملائكة تنزع أرواح الكفار بشدة، وهو قول ابن عباس وجماعة وروي مثله عن ابن مسعود في رواية مسروق.
قوله: * (غرقا) أي: إغراقا يقال: أغرق في النزع إذا بلغ الغاية.
وعن الحسن: أنها النجوم تنزع من أفق إلى أفق، أي: تطلع وتغرب، وعن عطاء بن أبي رباح: أنها القسي وهو من نزع القوس والإغراق فيه.
وقوله: * (والناشطات نشطا) على القول الأول هي الملائكة أيضا تنشط أرواح الكفار أي: تجذبها بسرعة، قال الشاعر:
(أمست همومي تنشط المناشطا * الشام بي طورا وطورا واسطا) والنشط في اللغة: هو الجذب، و يقال: تجذب روح الكفار كما يجذب السفود من الصوف الرطب، وقيل: إن معنى الناشطات أخذ الملائكة أرواح المؤمنين بسهولة كما ينشط البعير من العقال.
وفي الأخبار: أن الملائكة تأخذ روح الكفار بغاية الشدة، فإذا بلغت ترقوته ردوا الروح في جسده، ثم نزعته هكذا مرات عقوبة له، وتأخذ روح المؤمن سرعة وسهولة، والقول الثاني: أن الناشطات هي النجوم على ما ذكرنا عن الحسن، والمراد سرعة
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»