تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٤٠
* (إلا حميما وغساقا (25) جزاءا وفاقا (26) إنهم كانوا لا يرجون حسابا (27) وكذبوا بآياتنا كذابا (28) وكل شيء أحصيناه كتابا (29) فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا (30)).
وقوله: * (إلا حميما وغساقا) قال أبو عبيدة: الحميم الماء الحار، ومنه الحمى، ومنه قوله تعالى: * (وظل من يحموم) وقيل: الحميم هو أنه تجمع دموعهم فيسقون.
وقوله: * (وغساقا) أي: القيح الغليظ، وقيل: [هو] صديد أهل النار، وقيل: الحميم ما هو في نهاية الحر، والغساق ما هو في نهاية البرد وهو الزمهرير، فيعذبون بكل واحد من العذابين.
وقوله: * (جزاءا وفاقا) أي: جزاء يوافق أعمالهم.
قال ابن زيد: عملوا شرا، فجوزوا شرا.
قوله تعالى: * (إنهم كانوا لا يرجون حسابا) أي: لا يخافون، وقد بينا الرجاء بمعنى الخوف فيما سبق.
وقوله: * (وكذبوا بآياتنا كذابا) أي: تكذيبا، قال الفراء: هي لغة فصيحة يمانية.
وقوله: * (وكل شيء أحصيناه كتابا) هو مثل قوله تعالى: * (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) أي: بيناه في اللوح المحفوظ.
وقوله: * (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) أي: يقال لهم: فذوقوا العذاب فهو غير منقطع عنكم، ولا تزادون إلا العذاب.
قال الشاعر:
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»