تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٤٨
* (أئنا لمردودون في الحافرة (10) أإذا كنا عظاما نخرة (11) قالوا تلك إذا كرة خاسرة (12) فإنما هي زجرة واحدة (13) فإذا هم بالساهرة (14)). لمردودون في الحافرة) أي: إلى أول أمرنا، والمعنى: أنرد أحياء بعد أن متنا على طريق الإنكار، يقال: رجع فلان على حافرته إذا رجع من حيث جاء.
العرب تقول: النقد عند الحافرة أي: عند أول كلمة، أي: في السوم.
وقال الشاعر:
(أحافرة على صلع وشيب * معاذ الله من سفه وعار) وقال السدي: * (أئنا لمردودون في الحافرة) أي: إلى الحياة، وهو على ما قلنا وقيل: إلى النار.
وقوله تعالى: * (أئذا كنا عظاما نخرة) وقرئ: ' ناخرة '، قال الفراء: هما واحدة، وهي البالية الفانية.
وعن أبي عمرو بن العلاء: أن النخرة هي التي قد بليت، والناخرة هي التي لم تبل بعد، وعن وكيع قال: هي التي تدخل الريح في جوفها فتنخر، وهو منقول أيضا عن أهل اللغة.
وقوله: * (قالوا تلك إذا كرة خاسرة) أي: رجعة ذات خسران، والمعنى: أنا نكون في خسار إن رجعنا، ويجوز أن يكون المراد أنهم يخسرون إذا رجعوا.
وعن الحسن قال: خاسرة أي: كاذبة يعني: ليست بكائنة.
وقوله: * (فإنما هي زجرة واحدة) هو إخبار عن سهولة الأمر على الله في الفهم، والزجرة: الصحية.
وقوله: * (فإذا هم بالساهرة) القول المعروف أنها وجه الأرض يعني: أنهم يخرجون من بطنها إلى ظهرها، وسميت الأرض ساهرة، لأن عليها سهر الخلق ونومهم، وقال النخعي ' فإذا هم بالساهرة ' أي: فوق الأرض.
وعن وهب بن منبه أنه قال: الساهرة جبل بجنب بيت المقدس، قال الشاعر في الساهرة:
(فإنما قصرك ترب الساهرة * ثم تعود بعدها في الحافرة)
(١٤٨)
مفاتيح البحث: وهب بن منبه (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»