تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٤٢
(* (36) رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا (37) يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا (38) ذلك اليوم الحق).
قوله تعالى: * (رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن) كلاهما بالرفع، وقرئ: ' رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن ' الأول بالجر، والآخر بالرفع.
وقرئ كلاهما بالكسر: ' رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن ' فوجه القراءة الأولى أن قوله: * (رب السماوات والأرض) رفع بالابتداء والرحمن خبره، ووجه القراءة الثانية أن قوله: * (رب السماوات والأرض) مخفوض اتباعا لقوله: * (من ربك) وقوله: * (الرحمن) ابتداء، ووجه القراءة الثالثة، أن كليهما مخفوض اتباعا لقوله: * (من ربك).
وقوله تعالى: * (لا يملكون منه خطابا) أي: لا يتكلمون مع الله، ويمنعون من الكلام معه، وقيل: لا يملكون منه خطابا أي: لا يشفعون لأحد إلا بإذنه، على ما قال من بعد قوله تعالى: * (يوم يقوم الروح) قال مجاهد: الروح خلق يشبهون بني آدم، وليسوا بني آدم، وقيل: هو جبريل - عليه السلام - وقيل: هو خلق من خلق الله لم يخلق بعد العرش أعظم منه يقوم يوم القيامة صفا و جميع الملائكة صفا، وقيل: صفا، أي: صفوفا وموضع صلاة العبد يسمى صفا، لأنه موضع الصفوف.
وقوله: * (لا يتكلمون) أي: لا يشفعون، أي: الملائكة وقيل: لا يتكلمون مطلقا.
قوله: * (إلا من أذن له الرحمن) أي: بالشفاعة والكلام.
وقوله: * (وقال صوابا) أي: حقا، وقيل: هو لا إله إلا الله، والمعنى: أنهم لا يتكلمون إلا بالإذن أو كلاما صوابا، وهو لا إله إلا الله.
قوله تعالى: * (ذلك اليوم الحق) أي: القيامة هو اليوم الحق، ومعنى الحق هاهنا: أنه
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»