تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٥٤
* (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها (46)).
وقوله: * (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) أي: أول نهار أو آخر نهار، فأول النهار من طلوع الشمس إلى ارتفاعها، وآخر النهار من العصر إلى غروبها، وهو مثل قوله تعالى: * (كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ) فإن قيل: كيف أضاف ضحى النهار إلى عشيته، وإنما ضحى النهار يضاف إلى النهار فبأي وجه تستقيم هذه الإضافة؟ والجواب: أنه يجوز مثل هذا في كلام العرب، وهم يفعلون كذلك ويريدون بمثل هذه الإضافة، الإضافة إلى النهار.
قال الشاعر:
(نحن صبحنا عامرا في دارها * عيشة الهلال أو سرارها) وقيل معنى ذلك: كأن لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها أي: يوما من الأيام، فالمراد من العشية هو اليوم، والضحى هو اليوم أيضا، فإن قيل: كيف يصح هذا الظن، وعندكم أنهم يعذبون في قبورهم؟ والجواب: أنهم يخفتون خفتة بين النفختين، فإذا بعثوا ظنوا ما بينا، لأنهم نسوا العذاب في تلك الخفتة، والله أعلم.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»