* (والله مولاكم وهو العليم الحكيم (2) وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه) * * هو الاستثناء؛ لأنه يخرج به عن اليمين. والأول هو المعروف. وبيان الكفارة في سورة المائدة في قوله تعالى: * (ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان) الآية، فروى ' أن النبي أعتق رقبة '.
وقوله: * (والله مولاكم) أي: ولي أموركم، يهديكم إلى الأرشد والأقوم والأولى.
وقوله: * (وهو العليم الحكيم) أي: العالم بأمر خلقه، الحكيم بما يدبره لهم.
قوله تعالى: * (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) هي حفصة رضي الله عنها والذي أسره إليها هو تحريمه مارية. وقال ميمون بن مهران: أسر إليها هذا، وأسر إليها أن الخلافة بعده لأبي بكر، ثم لأبيها بعده، وهذا مذكور في كثير من التفاسير عن ميمون بن مهران وغيره.
وقوله: * (فلما نبأت به) روى أن النبي قال لحفصة: ' لا تخبري بذلك أحدا ' وكانت لا تكتم شيئا عن عائشة رضي الله عنها فذهبت وأخبرت عائشة بذلك؛ فنزل جبريل وأخبره بما كان بينهما، وذلك قوله: * (وأظهره الله عليه).
وقوله: * (عرف بعضه) أي: عرفها بعض ما كان بينهما، وأعرض عن البعض تكرما وصفحا، والتغافل عن كثير من الأمور من شيمة العقلاء وأهل الكرم. ويقال: العاقل هم المتغافل. والذي أظهره لها هو إخبارها بتحريم مارية، والذي أعرض عنه هو حديث أبي بكر وعمر كرامة أن يفشو ذلك بين الناس. وقرأ الكسائي: ' عرف بعضه ' بالتخفيف. قال الفراء: أي: جازى عليه، ومجازاته إياها أنه طلقها، ثم إنه نزل جبريل وأمره بمراجعتها، وقال: إنها صوامة قوامة. وقال الفراء: وهو مثل قول القائل لغيره: لأعرفن ما عملت أي: لأجازينك عليه. وهو أيضا مثل قوله تعالى: * (وأوحينا إليه