تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٤٤٨
بسم الله الرحمن الرحيم (* (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (1) هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) * * تفسير سورة التغابن وهي مدنية في قول الأكثرين. وقال الضحاك: مكية. وقال الكلبي: مكية ومدنية. ومعناه: أن بعضها مكية، وبعضها مدنية. والله أعلم.
قوله تعالى: * (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) قد ذكرنا معاني هذا من قبل.
قوله تعالى: * (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) قال علي بن أبي طلحة الوالبي: خلقكم كفارا وخلقكم مؤمنين، قاله ابن عباس، وقد أيد هذا المعنى قوله تعالى: * (إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا) فأخبر أن الله تعالى خلقه كذلك. وفي الخبر أنه عليه الصلاة والسلام قال: ' إن الله تعالى خلق يحيى سعيدا في بطن أمه، وخلق فرعون كافرا في بطن أمه '.
وروى سفيان عن عمرو بن دينار عن [أبي] الطفيل قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه يقول: الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره. فقلت: ثكلت أم الشقي من قبل أن يعمل، فلقيت حذيفة بن أسيد وكنيته أبو شريحة الغفاري فذكرت له ذلك فقال: ألا أخبرك بأعجب من هذا! سمعت رسول الله يقول: ' إذا استقرت النطفة في رحم المرأة أربعين ليلة أو قال: خمسا
(٤٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 ... » »»