* (بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم) * * اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم '.
قال أهل التفسير: ' وكان عليه الصلاة والسلام إذا أراد غزوا ورى بغيره '. وكان يقول: ' الحرب خدعة ' فلما أراد أن يغزو مكة كتم أمره أشد الكتمان، وكتب حاطب بن أبي بلتعة على يدي امرأة تسمى سارة كتابا إلى أهل مكة يخبرهم بمسير النبي، فأطلع الله نبيه على ذلك، وكان الأمر على ما بينا، وأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا) في الآية دليل على أن حاطب لم يخرج من الإيمان بفعله ذلك.
وقوله: * (لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) أي: أعدائي وأعداءكم، وهم مشركو قريش.
وقوله: * (تلقون إليهم بالمودة) أي: تلقون إليهم أخبار النبي وسره بالمودة التي بينكم وبينهم. ويقال: تلقون إليهم بالمودة أي: بالنصيحة، قاله مقاتل. وقيل: تلقون إليهم بالمودة أي: بالكتاب. وسمي ذلك مودة وكذلك النصيحة؛ لأن ذلك دليل المودة.
وقوله: * (وقد كفروا بما جاءكم من الحق) الواو واو الحال قاله الزجاج. ومعناه: وحالهم أنهم كفروا بما جاءكم من الحق.
وقوله: * (يخرجون الرسول وإياكم) أي: أخرجوا الرسول وأخرجوكم، ومعنى الإخراج هاهنا هو الإلجاء إلى الخروج.