* (توعظون به والله بما تعملون خبير (3) فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود) * * الظهار، وكأنه قال: ' ويعودون لما قالوا ' يعني: إلى ما قاله أهل الجاهلية. وقال الأخفش سعيد بن مسعدة: في الآية تقديم وتأخير، وتقديرها: والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون فتحرير رقبة بما قالوا.
وقوله: * (من قبل أن يتماسا) يعني: الوطء، وأما اللمس فيما دون الفرج اختلفوا فيه، فحكي عن الحسن البصري أنه قال: يجوز.
وقال الزهري: لا يجوز، والأصح أنه لا يجوز حتى يكفر.
وقوله: * (ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير) ظاهر المعنى.
وقوله: * (فتحرير رقبة) قال ابن عباس: مؤمنة. وعن الشعبي قال: رقبة قد صلت وعرفت الإيمان. وفي الخبر أن النبي دعا أوس بن الصامت وقال: ' اعتق رقبة. فقال: لا أجدها. فقال: صم شهرين متتابعين، قال: لا أستطيع وكان شيخا قد أسن وكبر فقال: أطعم ستين مسكينا، فقال: ' نعم '. وروي أنه قال: ' لا أجد إلا أن تعينني، فأعانه رسول الله بفرق من تمر، وأعانته المرأة بفرق من تمر '. وفي رواية: ' أنه لما أعطاه رسول الله التمر قال: ليس في المدينة أحد أحوج إليه مني، فقال: كله أنت وعيالك '.
قوله تعالى: * (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا) قد بينا. وعن سعيد بن المسيب قال: إذا أفطر بعذر يقضي يوما مكانه ولا يستقبل. وقال إبراهيم النخعي: يستقبل. وعليه أكثر الفقهاء.