تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٨٢
بسم الله الرحمن الرحيم (* (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن) * * تفسير سورة المجادلة وهي مدنية قوله تعالى: * (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله) نزلت الآية في خولة بنت ثعلبة، وهي امرأة أوس بن الصامت، ويقال: خولة بنت خويلد. وقيل: خولة بنت الصامت، والأصح هو الأول، وعليه أكثر أهل التفسير منهم: مجاهد، وقتادة، ومحمد بن كعب القرظي، وغيرهم. وكان أوس بن الصامت ظاهر منها. وفي رواية عن خولة أنها قالت: ' كان بأوس بن الصامت لمم، فراجعته في بعض الأمر فظاهر منى '. قال محمد بن كعب القرظي: أتت خولة بنت ثعلبة رسول الله وقالت: إن أوس بن الصامت زوجي وابن عمي وأحب الناس إلي وقد ظاهر مني، فقال عليه السلام: ' ما أراك إلا وقد حرمت عليه '، فجعلت تشتكي وتقول: أبو ولدي وزوجي ولا أستطيع فراقه، ورسول الله يقول: ' ما أراك إلا وقد حرمت عليه '، وهي تراجعه مرة بعد أخرى، فأنزل الله تعالى هذه الآية: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) ' قالت عائشة رضي الله عنها: سبحان الذي وسع سمعه الأصوات، كنت في جانب البيت ولا أسمع ما تقوله خولة، فأنزل الله تعالى: * (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها).
وقوله: * (وتشتكي إلى الله) اشتكى وشكا بمعنى واحد وقوله * (والله يسمع تحاوركما) أي: تراجعكما.
وقوله: * (إن الله سميع بصير) ظاهر.
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»