تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٨٨
((9) * إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون (10) يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في) * * وقوله تعالى: * (وليس بضارهم شيئا) يعني: أن الإرجاف لا يضر السرية.
وقوله تعالى: * (إلا بإذن الله) أي: بعلم الله. وقوله: * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) أي: فليتق المؤمنون.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم) معناه: إذا قيل لكم توسعوا في المجلس أي: في مجلس رسول الله فوسعوا يوسع الله لكم. أي: في الجنة.
وفي التفسير: أن الآية نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، وكان به صمم، فجاء يوما وقد (جلس) الناس عند النبي، فطلب أن يوسعوا له ليقرب من النبي ويسمع، فوسعوا له إلا رجلا واحدا وكان قريبا من النبي لم يوسع له، وقال له: قد أصبت موضعا فاقعد، فعيره ثابت بن قيس بأم كانت له في الجاهلية، فسمع النبي ذلك فقال: ' يا ثابت، انظر من القوم فليس لك على أحد منهم فضل إلا بالتقوى '. وأنزل الله تعالى هذه الآية، وأمر المسلمين أن يتوسعوا في المجلس. قال الحسن البصري: نزلت الآية في صفوف الجهاد. والمراد من التفسح هاهنا هو القعود في المكان من (اختباء) لا للحرب. والقول الأول أظهر.
وقوله: * (وإذا قيل انشزوا فانشزوا) قال قتادة معناه: إذا دعيتم إلى خير فأجيبوا. وقال الحسن: هو في الحرب. وقيل: هو النهوض في جميع الأشياء بعد أن يكون من الخيرات، وذلك مثل: الجهاد، وصفوف الجماعات، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وما أشبه ذلك.
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»