تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٣٧
* (والنخل باسقات لها طلع نضيد (10) رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج (11) كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود (12) وعاد وفرعون وإخوان) * * وقوله: * (لها طلع نضيد) أي: منضود، وهو المتصل بعضه ببعض.
ويقال: المتراكم بعضه على بعض. قال أهل اللغة: وإنما يسمى نضيدا ما دام في الطلع، فإذا خرج من الطلع لم يكن نضيدا، وعن بعضهم قال: إن نخيل الجنة مثمرة من أعلاها إلى أسفلها، وهي كالقلال كلما أخذت واحدة نبتت مكانها أخرى.
وقوله: * (رزقا للعباد) الرزق: العطاء الجاري من الله تعالى على توظيف، وقد يكون بطلب، وقد يكون بغير طلب، وقد يكون بدعاء يدعو به العبد، وقد يكون بغيره.
وقوله: * (وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج) يعني: كما نحيي الأرض اليابسة ونخرج منها الأشجار (والزرع) والكلأ، كذلك نحيي الأجساد بعد الموت ونخرجها من الأرض. وفي التفسير: أن الله تعالى يمطر من السماء ماء على الأرض حين يريد أن يبعث الخلق كمنى الرجال (فينبت) بها الأجساد في الأرض، ويجمع الجلود إليها ثم يبعثهم.
قوله تعالى: * (كذبت قبلهم قوم نوح وأصاب الرس) قال كعب الأحبار: هم قوم رسوا نبيهم في بئر، ويقال: هي بئر باليمامة، ويقال: بالفلج، كان عليها قوم أتاهم نبي فكذبوه فأهلكهم الله تعالى، وفي تفسير النقاش: أن اسم نبيهم كان حنظلة بن صفوان، والله أعلم. ويقال: كان بئرا بأذربيجان.
وقوله: * (وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط) في بعض التفاسير: أن لوطا يبعث وحده وليس معه أحد آمن به.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»