تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٣٤
بسم الله الرحمن الرحيم (* (ق والقرآن المجيد (1) بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء) * * تفسير سورة ق قال الشيخ الإمام رضي الله عنه: هي مكية.
قوله تعالى: * (ق) قال قتادة: هو اسم من أسماء السورة، وقال مجاهد: * (ق) جبل محيط بالدنيا من زمردة خضراء [منه] خضرة السماء، ومن خضرة السماء خضرة البحار، وحكي مثل هذا عن ابن عباس، وفي رواية: أن جبل ' ق ' من زبرجد أخضر، والسماء مقببة عليه، والجبل محيط بالدنيا، فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل الأرض حرك ذلك الجبل فتزلزلت الأرض، وهذا عند قيام الساعة.
وفي الآية قول آخر: قال عكرمة: إن ' ق ' من القاهر.
وفيه قول رابع: أن معناه: قضي ما كان مثل قوله: ' حم ' أي: حم ما كان.
وقوله: * (والقرآن المجيد) أي: عظيم الكرم، ويقال: الكريم.
يقال: تماجد القوم إذا تفاخروا بالكرم، وأظهروه من أنفسهم، وقيل: ' والقرآن المجيد ': أي: الرفيع، ومعناه: رفيع القدر والمنزلة.
فقوله: * (والقرآن المجيد) قسم، فإن قيل: أين جواب القسم؟
والجواب: أنهم اختلفوا فيه، منهم من قال: جواب القسم قوله: * (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم) أي: لقد علمنا.
والقول الثاني: أن جواب القسم محذوف، ومعناه: * (ق والقرآن المجيد) لتبعثن.
والقول الثالث: في الآية تقديم وتأخير، ومعناه: * (بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم) أي: محمد.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»