تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٣٩
* (توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (16) إذ يتلقى الملتقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد (17) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (18) وجاءت سكرة) * * وقوله: * (بل هم في لبس من خلق جديد) أي: في شك من الخلق الثاني.
قوله تعالى: * (ولقد خلقنا الإنسان) يقال: إن المراد به آدم صلوات الله عليه وحده. ويقال: إنه في كل الناس.
وقوله: * (ونعلن ما توسوس به نفسه) الوسوسة: حديث النفس، وإن كان المراد بالآية هو آدم فالوسوسة في حقه حديث نفسه بأكل الشجرة. وقد ثبت عن النبي أنه قال: ' من توضأ فأحسن الوضوء، وصلى ركعتين ولم يحدث فيهما نفسه؛ غفر الله له ما تقدم من ذنبه '.
وقوله: * (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) حبل الوريد: عرق في باطن العنق، ويقال: في البدن عرق يسمى الأكحل نهر البدن، وفي الساق يقال له: النساء، وفي البطن يسمى الحالب، وفي الظهر يسمى الأنهر، وفي اليد يسمى الأكحل، وفي العنق يسمى الوريد، وفي القلب يسمى الوتين، ويقال هما وريدان تحت الودجين. قال الشاعر:
(كان كأن وريديه رشاء حبل * أي: ليف. ومعناه: أن الله تعالى أقرب إليه من كل شيء حتى إنه أقرب إليه من مماته وحياته، وحياة الإنسان بهذا العرق، حتى إذا انقطع لم يبق حيا.
قوله تعالى: * (إذ التقى الملتقيان) معناه: اذكر يا محمد إذ يتلقى الملتقيان، وهما الملكان. والتقى: هو القبول والأخذ، فالملك يأخذ مله ونطقه فيثبته، ومنه قوله تعالى: * (فتلقى آدم من ربه كلمات) أي: أخذ.
وقوله: * (عن اليمين وعن الشمال قعيد) أي: قاعد، فاكتفى بذكر أحدهما عن الآخر، معناه: عن اليمين قاعد وعن الشمال قاعد. وفي بعض الأخبار: الصماخان مقعد الملكين، وهما جانبا الفم.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»