تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٣٠
* (بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم (16) يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن) * * الاحتراز عن كل ما نهى الله عنه. وقد قال أهل العلم: قد يكون للنسيب فضل في الدنيا على معنى أن غير النسيب لا يكون كفأ للنسيب، وإذا اجتمع النسيب وغير النسيب في الإمامة، فالنسيب أولى إذا اتفقا في العلم والتقوى، فأما في الآخرة فلا فضل للنسيب، إنما الفضل للتقوى.
وقوله: * (إن الله عليم خبير) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) أي: استسلمنا وانقدنا. والآية نزلت في قوم كانوا يظهرون الإيمان بلسانهم ولا يصدقون بقلوبهم. واختلف أهل العلم في الإيمان والإسلام، قال بعضهم: هما واحد، وفرق بعضهم بينهما. وفي بعض الأخبار عن النبي قال: ' الإسلام علانية، والإيمان في القلب ' وعن لزهري: الإسلام هو الكلمة، والإيمان العمل. وفي خبر ' جبريل صلوات الله عليه حيث جاء يسأل عن الإسلام والإيمان، وفرق الرسول بينهما، فجعل الإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو التصديق الباطن '.. وهذا خبر صحيح.
وثبت أيضا أن النبي أعطى قوما، ولم يعط رجلا، فقال سعد بن أبي وقاص: إنك أعطيت فلانا وفلانا ولم تعط فلانا وهو مؤمن؟ فقال: ' أو مسلم ' واستدل من
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»