تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٧٠
* (لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين (34) ليكفر الله عنهم أسوأ الذي) * * (وإن الذي جاثت بفلح دماؤهم * هم القوم كل القوم يا أم خالد) والقول الثاني في الآية: أن الذي جاء بالصدق هو جبريل - عليه السلام - وصدق به هو محمد.
والقول الثالث: والذي جاء بالصدق محمد وصدق به أبو بكر - رضي الله عنه - قاله عوف بن عبد الله وغيره.
والقول الرابع: والذي جاء بالصدق محمد، وصدق به علي - رضي الله عنه - حكاه ليث عن مجاهد وقوله: * (أولئك هم المتقون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (لهم ما يشاءون عند ربهم) أي: ما يختارون.
هذه الآية تدل على النائم قد خرجت الروح من جسده، ونحن نعلم قطعا أن الروح في جسده، ألا ترى أنه يتنفس ويرى الرؤيا، وذلك لا يكون إلا مع قيام الروح؟
والجواب عنه: أن النفس على وجهين: أحدهما: النفس المميزة التي تكون لها إدراك الأشياء.
والآخر: هي النفس التي بها الحياة، وفي الخبر: ' أن النبي قال: ' كما تنامون تموتون، وكما تستيقظون تبعثون '.
ويقال: للإنسان نفس وروح، فعند النوم تخرج النفس وتبقى الروح، وهذا القول قريب من القول الأول.
وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال: تخرج الروح عند النوم ويبقى شعاعه في الجسد؛ فبذلك ترى الرؤيا، وإذا نبه من النوم عادت الروح إلى جسده بأسرع من اللحظة، والله أعلم.
وقد ثبت عن النبي أنه كان يقول عند النوم: ' اللهم إنك تتوفاها؛ فإن
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»