تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٧٢
* (كانوا لا يمكلكون شيئا ولا يعقلون (43) قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون (44) وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون (45) قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون (46)) * * وخلق الأرض وما فيهن، وخلق ما بينهم مما يعلم ومما لا يعلم.
قوله تعالى: * (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت) أي: نفرت وانقبضت، وقوله: * (قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة) أي: الكفار.
وفي التفسير: أن رسول الله كان إذا قال: لا إله إلا الله نفروا جميعا (عن) قوله.
وقوله: * (وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون) أي: يفرحون، ويقال: إن هذه الآية نزلت حين ألقى الشيطان على لسان النبي من ذكر الأصنام بالشفاعة، وهو قوله: تلك الغرانيق العلى على ما ذكرنا، فهو معنى قوله: * (إذا هم يستبشرون) لأنهم لما سمعوا ذلك استبشروا وفرحوا، وقالوا للنبي: يا محمد، ما كنا نريد منك إلا هذا، وهو ألا تعيب آلهتنا، ولا تذكرها إلا بالخير، وإلا فنحن نعلم أن الله خالق السماوات والأرض.
قوله تعالى: * (قل اللهم فاطر السماوات والأرض) أي: خالق السماوات والأرض * (عالم الغيب والشهادة) أي: السر والعلانية.
وقوله: * (أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون) أي: من أمر دينهم، وعن بعضهم قال: صحبت الربيع بن خثيم كذا كذا سنة، فلم أسمع منه كلاما إلا ذكر الله تعالى، فلما قتل الحسين - رضي الله عنه - قلنا: الآن يتكلم بشيء؛ فأخبر بذلك؛ فلما سمع قرأ هذه الآية: * (قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة) الآية.
(٤٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»