* (تختصمون (31) فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين (32) والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون (33)) * * فقال الزبير: إن الأمر إذا لشديد '.
وعن عبد الله بن عمر أنه قال: لما نزلت هذه الآية: * (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) لم ندر ما هذه الخصومة حتى وقع بين أصحاب رسول الله ما وقع؛ فعرفنا أنها هي.
قوله تعالى: * (فمن أظلم ممن كذب على الله) قال مجاهد وقتاة: كذبهم على الله: زعم اليهود أن عزيرا ابن الله، وزعم النصارى أن المسيح ابن الله.
وقال بعضهم: كذبهم على الله: تكذيب أنبياء الله، وقال السدي: هو الشرك، وزعم قريش أن الملائكة بنات الله.
وقوله: * (وكذب بالصدق إذ جاءه) أي: بالقرآن إذ جاءه، ويقال: بالرسول إذ جاءه. وقوله: * (أليس في جهنم مثوى للكافرين) استفهام بمعنى التقرير.
قوله تعالى: * (والذي جاء بالصدق وصدق به) أظهر الأقاويل: أن معنى قوله: * (والذي جاء بالصدق) محمد * (وصدق به) هم المؤمنون. وفي قراءة عبد الله ابن مسعود: ' والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به ' ومعنى قوله: * (والذين جاءوا بالصدق) هم المؤمنون * (وصدقوا به) أي: صدقوا به في الدنيا، وجاءوا بالصدق في الآخرة، وأول مجاهد القراءة المعروفة على هذا.
قال أهل اللغة: وقد يذكر الذين والذي بمعنى واحد، قال الشاعر: