تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٨١
* (السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون (68) وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم) * * وأما الصور وقد بينا انه قرن ينفخ فيه، رواه عبد الله بن عمرو عن النبي.
وروى أبو سعيد الخدري عن النبي أنه قال: ' كيف أنعم، والتقم صاحب [القرن]، وحنى جبهته وأصغى سمعه ينظر حتى يؤمر فينفخ '.
وقوله: * (فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) في قوله: * (إلا من شاء الله) قولان:
أحدهما: أنهم الشهداء، والآخر: أنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت.
وفي تفسير الكلبي وغيره: لا يبقى إلا هؤلاء الأربعة بعد ما ينفخ في الصور، ثم إن الله تعالى يقبض روح ميكائيل، ويقبضه ملك الموت، ثم روح إسرافيل، ثم روح ملك الموت، ثم يكون آخرهم موتا جبريل عليه السلام فيسقطون، ويكون فضل جبريل عليه السلام عليهم كفضل الجبل على الظراب.
وقوله: * (ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) أي: ينظرون ماذا يؤمر في حقهم، وقد ثبت عن النبي، برواية أبي هريرة أن يهوديا قال في سوق المدينة: لا والذي اصطفى موسى على البشر؛ فرفع رجل من الأنصار يده وصك وجهه، وقال: كذبت، فذكروا ذلك للنبي، فقال النبي: ' إن الله تعالى يبعث الخلق فأكون أول من يرفع رأسه، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش؛ فلا أدري أبعث قبلي أو هو ممن استثنى الله تعالى؟ ثم قال: من قال أنا خير من موسى فقد كذب '.
قوله تعالى: * (وأشرقت الأرض بنور ربها) أي: بنور خالقها ومالكها، وعن الحسن: بعدل ربها، ويقال: يخلق الله نورا؛ فتشرق به أرض القيامة.
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 » »»