تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤١٤
(* (141) فالتقمه الحوت وهو مليم (142) فلولا أنه كان من المسبحين (143) للبث في) * * * وقوله تعالى: * (أبق) أي: ذهب وتباعد، ويقال: شبه بآبق، فعتب الله تعالى عليه في ذلك، وابتلاه ببطن الحوت وسجنه فيه.
وفي القصة: أنه لما وصل إلى البحر كان معه امرأته وابنان له؛ فجاء مركب وأراد أن يركب معهم في السفينة، قدم امرأته في المركب ليركب بعدها؛ فجاءت موجة وحالت بينه وبين المركب، ومر المركب، ثم جاءت موجة أخرى وأخذت ابنه الأكبر، وجاء ذئب وأخذ ابنه الأصغر وبقي فريدا وحيدا، فظهر مركب آخر فلوح لهم ليحملوه فجاء المركب وركب فيه، وقعد ناحية من القوم، فلما مرت السفينة في البحر ركدت ولم تسر، واضطرب البحر، وخافوا الغرق، فقال صاحب السفينة: إن فيكم رجلا مشئوما وفي رواية: مذنبا وقال: لا بد أن نلقيه في البحر حتى يسكن البحر وننجو وفي رواية قال: إن فيكم عبدا آبقا؛ فقام يونس عليه السلام فقال: أنا العبد المذنب، وأنا الآبق، فقالوا: من أنت؟ قال: أنا يونس بن متي؛ فعرفوه، وقالوا: لا نلقيك يا رسول الله، ولكن نتساهم؛ فتساهموا ثلاث مرات، وخرجت القرعة عليه، وروى أنهم قالوا: نكتب اسم كل واحد منا على خشبة؛ فمن غرق اسمه فهو المطلوب؛ فغرق اسم يونس من بينهم، وأوحى الله إلى حوت عظيم حتى قصد السفينة، قالوا: فلما رآه أهل السفينة وقد فغر فاه، وهو مثل الجبل عظيما؛ خافوا الهلاك، وجعل الحوت ينظر إلى من في السفينة، كأنه يطلب شيئا، ثم إن يونس لما رأى ذلك زج نفسه في الماء، وروى أن القوم ألقوه برضاه فالتقمه الحوت ومر به، وسكن البحر وسارت السفينة.
وفي بعض الآثار: أن الله تعالى أوحى إلى الحوت: إني لم أجعله لك رزقا، فإياك أن تكسر له عظما أو تخدش له لحما، وإنما جعلت بطنك له حرزا ومسجدا.
قوله تعالى: * (فالتقمه الحوت وهو مليم) قد بينا الالتقام.
وقوله: * (وهو مليم) أي: أتى بما يلام عليه.
(٤١٤)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)، السفينة (7)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»