تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤١٥
* (بطنه إلى يوم يبعثون (144) فنبذناه بالعراء وهو سقيم (145) وأنبتنا عليه شجرة من) * * * قوله تعالى: * (فلولا أنه كان من المسبحين) أي: من المصلين لله تعالى والذاكرين إياه قبل أن يلتقمه الحوت * (للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) أي: جعلنا بطن الحوت له قبرا فيحشر منه، وقيل: فلولا أنه كان من المسبحين في بطن الحوت، وتسبيحه ما ذكرنا من قبل: * (إني كنت من الظالمين).
قال الضحاك: شكر الله تعالى له طاعته القديم، وعن بعضهم قال: العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر، ويأخذ بيده إذا صرع.
وفي بعض الآثار: أن يونس صلوات الله عليه لما دعا الله تعالى في بطن الحوت، قالت الملائكة: صوت معروف من بلاد غريبة؛ فقالت الملائكة: يا ربنا من هو؟ قال: عبدي يونس عصاني؛ فسجنته في بطن الحوت.
وذكر النقاش في تفسيره: أن يونس صلوات الله عليه دعا ربه في بطن الحوت، وقال: إلهي من البيوت أخرجتني، وفي البحار سترتني، وفي بطن الحوت حبستني، فإن كنت عملت لك عملا صالحا ففرج عني.
وذكر أيضا: أنه لقي قارون في لجج البحار؛ فسمع قارون صوت يونس عليه السلام فكان في عذاب شديد؛ فطلب أن يمسك عنه العذاب، حتى يسأل يونس؛ فأمر الله تعالى بإمساك العذاب عنه، فسأل قارون يونس عن ابن عمه موسى؛ فقال: قد توفي، وسأل عن هارون؛ فقال: قد توفي قبله؛ فقال: واحزناه فأمر الله تعالى أن يرد عنه العذاب إلى يوم القيانة لما سأل عن ابن عمه.
وذكر أيضا: أن الحوت قر به في لجج البحار مسيرة ستة آلاف سنة، وذكر أنه بلغ به نجوم الأرضين السابعة؛ فسمع من تسبيح الحصى وما في قعر البحر شيئا عظيما، وذكر أن البحر تكلم معه، وقال: إلى أين كنت تريد أن تهرب من مولاي أيها العبد الخاطئ؟! إلى الأرض، أم إلى السماء، أم إلى البحار، أم إلى الجبال! وإنا نسبح الله تعالى منذ خلقنا ونعبده، ونخاف أن يعذبنا، والله أعلم.
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»