تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٠٣
(* (75) ونجيناه وأهله من الكرب العظيم (76) وجعنا ذريته هم الباقين (77) وتركنا عليه في الآخرين (78) سلام على نوح في العالمين (79) إنا كذلك نجزي المحسنين (80) إنه من عبادنا المؤمنين (81) ثم أغرقنا الآخرين (82) وإن من شيعته لإبراهيم (83) إذ جاء ربه بقلب سليم (84) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون (85) أئفكا آلهة) * * * وقوله تعالى: * (ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون) أي: نعم المجيب نحن له، وإنما قال: * (المجيبون) على ما يقول الملوك والعظماء، ويخبرون عن أنفسهم بلفظ الجماعة.
وقوله تعالى: * (ونجيناه وأهله من الكرب العظيم) أي: الغم العظيم، قوله تعالى: * (وجعلنا ذريته هم الباقين) قد بينا أن الناس من نسل نوح عليه السلام ولم يبق أحد من نسل غيره.
وقوله: * (وتركنا عليه في الآخرين) أي: وتركنا عليه الذكر الجميل والثناء الحسن في الآخرين، قوله تعالى: * (سلام على نوح في العالمين) أي: السلامة له منا في العالمين، ويقال: السلام منا عليه في العالمين، قوله تعالى: * (إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين) معلوم المعنى.
وقوله: * (ثم أغرقنا الآخرين) هم الكفار، وقد سبق ذكر نوح من قبل.
قوله تعالى: * (وإن من شيعته لإبراهيم) يقال: أن الهاء ها هنا راجع إلى محمد والأصح انه راجع إلى نوح، والشيعة هم الأتباع، وإنما قال من شيعته؛ لأنه كان على مسلكه، ومنهاجه.
وقوله: * (إذ جاء ربه بقلب سليم) أي: سليم من الشرك، قال عروة بن الزبير: لم يلعن شيئا قط، فهم معنى قوله: * (سليم).
قوله تعالى: * (إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون) معناه: أي شيء تعبدون؟ وهو استفهام بطريق الإنكار والتوبيخ.
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»