(* (5) وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد (6) ما) * * * هلك فقالوا ذلك حين أصابهم العذاب من الله تعالى، فقال الله تعالى لهم: ' ولات حين مناص ' أي: وليس (حين هذا) القول، وأنشد بعضهم شعرا:
(تذكر حب ليلى لات حينا * ويضحي الشيب قد قطع القرينا) قوله تعالى: * (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم) أي: محمد، وقوله: * (وقال الكافرون هذا ساحر كذاب) أي: خادع كذاب.
قوله تعالى: * (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب) أي: عجب، وعجيب وعجاب بمعنى واحد، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي: ' إن هذا لشيء عجاب ' بالتشديد، وهو بمعنى الأول.
قوله تعالى: * (وانطلق الملأ منهم) سبب نزول هذه الآية هو ' أنه جاء وجوه قريش إلى أبي طالب، وهم أبو جهل، والوليد بن المغيرة، وعتبة وشيبة وطعيمة بن عدي، وعقبة بن أبي معيط، وأبي وأمية ابنا خلف، وزمعة بن الأسود، وغيرهم، وشكوا إليه محمدا، وقالوا: إنه يسب آلهتنا ويسفه أحلامنا، ويذكر أن آباءنا في النار؛ فدعا أبو طالب النبي وقال: يا بن أخ، هؤلاء قومك جاءوا يشكونك، ويذكرون كذا وكذا، فماذا تطلب منهم؟ قال: أطلب منهم كلمة واحدة إن قالوها دانت لهم العرب، وأدت إليهم العجم الجزية، فقال القوم: نحن نقول عشر كلمات، فماذا تريد؟ فقال: قولوا لا إله إلا الله، فنفروا وقاموا، وقالوا: لا نقولها أبدا، وجعل بعضهم يقول لبعض: امشوا واصبروا على آلهتكم أي: الزموها، وأقيموا على عبادتها '.
وقوله: * (إن هذا لشيء يراد) أي: أمر محمد شيء، يراد بالناس فيه الشر