* (فاستفهم ألربك البنات ولهم البنون (149) أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون) * * * قال سعيد بن جبير، عن ابن عباس: كانت نبوته بعد أن أخرجه الله تعالى من بطن الحوت، والأصح أنه كان نبيا من قبل، وقد دل على هذا قوله تعالى: * (وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق).
وقوله: * (إلى مائة ألف أو يزيدون) قال الفراء: بل يزيدون، وقيل: يزيدون، وقال المبرد: كلمة ' أو ' ها هنا على بابها، ومعناه: أو يزيدون على تقديركم وظنكم، وهو كالرجل يرى فوما؛ فيقول: هؤلاء ألف ثم يقول: ألف أو يزيدون؛ فيكون الشك راجع إلى من رآهم لا إلى الله تعالى، وأما قدر الزيادة فأشهر الأقاويل: أنها عشرون ألفا، وذكره أبو عيسى في جامعه مرفوعا إلى النبي.
والقول الثاني: خمسة وثلاثون ألفا، والقول الثالث: سبعون ألفا.
وأما البلد الذي أرسل إليه فهو ' نينوي) من بلاد الموصل.
قوله: * (فآمنوا فمتعناهم إلى حين) أي: إلى منتهى آجالهم.
فإن قيل: قال ها هنا: * (فنبذناه بالعراء وهو سقيم) وقال في موضع آخر * (لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء) وهو يدل على أنه لم ينبذ، فكيف وجه التوفيق بين الآيتين؟
والجواب عنه: أن الله تعالى قال في تلك الآية: * (لنبذ بالعراء وهو مذموم) أي: لولا رحمتنا ونعمتنا لنبذ بالعراء وهو مذموم، ولكن تداركته النعمة؛ فنبذ وهو غير مذموم، وأنشد ' أو ' بمعنى بل.
(بدت مثل عين الشمس في رونق * الضحى وصورتها أو أنت في العين أملح) أي: بل أنت.
قوله تعالى: * (فاستفتهم) معناه: سلهم، وهو سؤال توبيخ وتقرير، وقوله: