* (يقطين (146) وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون (147) فآمنوا فمتعناهم إلى حين (148) * * * قوله تعالى: * (فنبذناه بالعراء وهو سقيم) اختلف القول في مقدار مكث يونس في بطن الحوت، فذكر ابن جريج (والسدي): أنه مكث أربعين يوما، وذكر مقاتل: أنه مكث ثلاثة أيام، وذكر الضحاك: أنه مكث عشرين يوما وذكر عطاء: أنه مكث سبعة أيام، وذكر الشعبي أنه مكث دون يوم، والتقمه الحوت ثم لفظه بعد ساعات يسيرة.
وعن ابن مسعود قال: ألقاه الحوت، وهو مثل الفرخ، وفي التفسير: أنه ألقاه الحوت وقد بلي لحمه، ورق عظمه، ولم يبق له قوة.
وقوله: * (بالعراء) فيه قولان: أحدهما: أن العراء وجه الأرض، والآخر: أنه الموضع الخالي، ذكره أبو عبيدة، قال الشاعر:
(ورفعت رجلي لا أخاف عثارها * ونبذت بالبلد العراء ثيابي) قوله: * (وهو سقيم) أي: ضعيف، وقيل: بمنزلة السقيم، قوله تعالى: * (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) ها هنا هو [الدباء] في قول جميع المفسرين، وقال ثعلب: كل شجرة ليس لها ساق، وهي تنبسط على وجه الأرض فهو يقطين، والقطينة معروف، وجمعه القطاني.
وذكر النقاش: أن ذلك [الدباء] كان من بذر الجنة، وكان عليه ألف ورقة.
وفي القصة: أن يونس استظل بتلك الشجرة، وجعل يأكل منها، ويشرب من مائها حتى قوي، ثم إن الله تعالى أيبس الشجرة، وقد نام نومة فاستيقظ، وقد يبست الشجرة؛ فحزن حزنا شديدا، وأصابه أوار الشمس، وجعل يبكي؛ فبعث الله إليه جبريل عليه السلام وقال: أتحزن على شجرة، ولا تحزن على مائة ألف من أمتك، وقد أسلموا وتابوا إلي، ثم إن الله تعالى أمره أن يرجع إلى قومه، فهو معنى قوله: * (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون).