تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٠٩
* (المحسنين (105) إن هذا لهو البلاء المبين (106) وفديناه بذبح عظيم (107) وتركنا) * * * * للجبين)؟
الجواب: أن جوابه قوله * (وناديناه) والواو صلة، وجعل بعضهم الجواب محذوفا، وقوله: * (وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا) أي: حققت الرؤيا بما أمرت به. وقوله: * (إنا كذلك نجزي المحسنين) أي: الموحدين، فإن قيل: كيف قال: صدقت الرؤيا، ورأى أنه يذبح ولم يذبح؟
والجواب: أنه قد أتى بما قدر عليه من الذبح؛ فجعله مصدقا بهذا المعنى، والآخر: أن المقصود من الأمر والمطلوب منه كان هو استسلامهما، هذا لولده، وهذا لروحه، فلما فعلا ذلك سماهما مصدقين.
واختلفوا في سن إسماعيل في ذلك الوقت، منهم من قال: كان سنه [ثلاث] عشرة سنة، ومنهم من قال: كان سنه سبع سنين.
* (إن هذا لهو البلاء المبين) أي: البلاء البين، ومنهم من قال: النعمة البينة، والنعمة في صرف الذبح عنه، والفداء الذي أنزل عليه.
قوله تعالى: * (وفديناه بذبح عظيم) قال ابن عباس: أنزل الله تعالى عليه كبشا من الجنة، وهو الكبش الذي تقبله الله تعالى من هابيل، ويقال: كبش رعى في الجنة أربعين خريفا، وقال الحسن البصري: أروية من الجبل.
وقوله: * (عظيم) منهم من قال: المراد منه العظيم في الشخص، وقيل: عظيم في الثواب، وقال مجاهد: عظيم؛ لأنه كان مقبولا من الله.
وفي التفسير: أن الكبش نزل عليه من جبل منى؛ فقال لإسماعيل: قم فإن الله تعالى أرسل فداك، وفي القصة: أن الكبش هرب؛ فتبعه إبراهيم حتى أخذه، فلما
(٤٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»