* (الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا (40) إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا (41)) * * وقوله: * (أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه) أي: على دلائل واضحة منه.
وقوله: * (بل إن يعد الظالمون) أي: ما يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا، والغرور كل ما يغر الإنسان مما لا أصل له.
قوله تعالى: * (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا) معناه: لئلا تزولا، وقيل: كراهة أن تزولا.
وقوله: * (ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده) أي: لا يمسكهما أحد سواه، فإن قيل: ما معنى قوله: * (ولئن زالتا) وهي لا تزول؟
والجواب: أن الله تعالى قد قال: * (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا) والله تعالى يمسكهما عن هذه الأشياء. وفي بعض الآثار: أن موسى عليه السلام قال: يا رب، كيف أعلم [أنك] لا تنام؟ فوضع في يديه قارورتين على ما ذكرنا.
وفي بعض التفاسير: أن الأرض ثقيلة متسلفة، والسماء خفيفة مستطيرة، وقد ألصق الله تعالى أطراف السماوات بأطراف الأرضين، فالسماء تمنع الأرض بتصعدها عن التسفل، والأرض تمنع السماء بثقلها عن الصعود، حكاه النقاش، والله أعلم.
وقوله: * (إنه كان حليما غفورا) فإن قيل: ما معنى ذكر الحلم ها هنا؟
قلنا: لأن هذه الأشياء همت بما همت عقوبة للكفار، فأمسكها الله تعالى، ولم يدعها أن تزول تركا للمعالجة في العقوبة، وكان ذلك حلما منه جل جلاله.