تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٦٥
* (من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا (44) ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا (45)). * * * وقوله: * (من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا) من القبائح والمعاصي.
وقوله: * (ما ترك على ظهرها من دابة) أي: على ظهر الأرض بما كسب الناس من الذنوب. وعن ابن مسعود قال: إن الجعل تعذب في حجرها بذنب ابن آدم.
وقوله: * (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى) أي: إلى مدة معلومة.
وقوله: * (فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا) أي: بصيرا بأعمالهم يجازيهم عليها، الحسنة بالحسنة، والسيئة بالسيئة. @ 366 @ بسم الله الرحمن الرحيم * (يس (1) والقرآن الكريم (2) إنك لمن المرسلين (3) على صراط مستقيم) * * تفسير سورة يس وهي مكية، وروى مقاتل بن حيان، عن قتادة، عن أنس، عن النبي قال: ' إن لكل شيء قلبا، وإن قلب القرآن سورة يس، ومن قرأ سورة يس أعطاه الله ثواب قراءة القرآن عشر مرات.
والخبر غريب أورده أبو عيسى في جامعه، والله أعلم.
قوله تعالى: * (يس) قال ابن عباس: قسم أقسم الله به، وقال قتادة: اسم للسورة، وقال مجاهد: يس من فواتح القرآن، وقال (الحسن) وسعيد بن جبير والضحاك وجماعة معنى قوله: * (يس) يا إنسان، وهذا هو أشهر الأقاويل، قال ثعلب: هو يا إنسان بلغة طي، وقال غيره: بلغة كلب، وقرأ عيسى بن عمر: ' يسن ' بالنصب، ويقال معناه: يا محمد.
وقوله: * (والقرآن الحكيم) يعني: والقرآن الذي أحكم بالأمر والنهي والثواب والعقاب، وقوله، * (إنك لمن المرسلين) على هذا وقع القسم؛ فكأن الله تعالى أقسم بالقرآن أن محمدا من المرسلين.
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: سمى الله رسوله محمدا في
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 367 368 369 370 371 ... » »»