تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٥٩
* (عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير (33) * * وعن أبي الدرداء قال: السابق هو الذي لا يحاسب أصلا يوم القيامة، والمقتصد هو الذي يحاسب حسابا يسيرا ويدخل الجنة، والظالم هو الذي يحاسب حسابا شديدا ويدخل النار ثم ينجو.
وعن بعضهم: أن الظالم لنفسه هم أصحاب المشأمة، والمقتصد هم أصحاب الميمنة، والسابقون هم المقربون، ذكره السدي، فعلى هذا الظالم لنفسه كافر. وعن بعضهم: أن الظالم لنفسه هم أصحاب الكبائر، والمقتصد هم أصحاب الصغائر، والسابق هو الذي لم يرتكب صغيرة ولا كبيرة، وعبر بعضهم عن هذا؛ قال: المقتصد هم أصحاب التوسط في الطاعات، فعلى هذا من غلبت سيئاته على حسناته فهو ظالم، ومن استوت سيئاته وحسناته فهو مقتصد، ومن غلبت حسناته على سيئاته فهو سابق، وهذا قول معروف مأثور [عن رسول الله].
وعن بعضهم قال: الظالم آدم، والمقتصد إبراهيم، والسابق هو محمد. وقال بعضهم: الظالم هو المريد، والمقتصد هو المحب، والسابق هو الواله. وقال بعضهم: الظالم هو الذي همه نفسه والدنيا، والمقتصد هو الذي همه الجنة، والسابق هو الذي همه ربه.
وعن بعضهم قال: الظالم هو الواقف، والمقتصد هو السائر، والسابق هو الواصل. وفي الآية كلام كثير.
وقوله: * ([ومنهم مقتصد ومنهم سابق] بالخيرات بإذن الله) أي: بالطاعات: بعلم الله.
وقوله: * (ذلك هو الفضل الكبير) أي: الفضل العظيم.
قوله تعالى: * (جنات عدن يدخلونها) روي عن جعفر الصادق رضي الله عنه
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»