تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢١٠
أما [ما] ذكره ابن المبارك فهو مجرد تخصيص، وليس عليهم دليل، وأما ما ذكره محمد بن الحسن فهو إثبات النسخ في الأخبار، والأخبار لا يرد عليها النسخ، والصحيح في معنى الآية والخبر أن معنى الفطرة هو أن كل إنسان يولد على أنه متى سئل: من خلقك؟ فيقول: الله خلقني، هو المعرفة التي تقع في أصل الخلقة.
قال أبو (عبيد) الهروي: وهو معرفة الغريزة والطبيعة، وإلى هذا وقعت الإشارة في قوله: * (ولئن سألتهم من خلقكم ليقولون الله) وبهذا القدر لا يحصل الإيمان المأمور به، فالناس خلقوا على هذه الفطرة، وأما حقيقة الإيمان وحقيقة الكفر فالناس من ذلك على قسمين على ما ورد به الكتاب والسنة. قال الزجاج والنحاس: وهذا قول أهل السنة. وهذا القول اختيار ابن قتيبة أيضا.
وقوله: * (لا تبديل لخلق الله) على هذا القول أي: لا أحد يرجع إلى نفسه إلا ويعلم أن له إلها وخالقا.
والقول الثاني في الآية: هو أن فطرة الله هاهنا بمعنى دين الله، فالخلق يولدون على العهد الذي أخذ عليهم يوم لميثاق، وهو فطرة الله، وهذا القول حكي عن الأوزاعي وحماد بن سلمة.
وقد ورد في الخبر الذي روينا، وهو قوله: ' كل مولود يولد على افطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تنتج البهيمة بهيمة هل تحسون فيها من جدعاء '؟! قال: اقرءوا إن شئتم: * (فطرة الله التي فطر الناس عليها).
قال رضي الله عنه: أخبرنا بهذا الحديث على الفظ محمد بن. عبد الله بن محمد ابن أحمد، قال: أخبرنا أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار، أخبرنا الغدافري، أخبرنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي.. الحديث.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 213 214 215 216 ... » »»