* (لآيات للعالمين (22) ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون (23) ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء) * * عشرة] لغة، والباقي لولد يافث. وأما اختلاف الألوان فهو أن هذا أحمر، وهذا أسود، وهذا أبيض، ما أشبه هذا.
والقول الثاني: أن اختلاف الألسنة هو اختلاف النغمات، فلا يتفق لاثنين نغمة واحدة، واختلاف الألوان معلوم بين الناس، وإن كان كلهم بيضا أو سودا، فلا يتفق لونان من جميع الوجوه. وفيه حكمة عظيمة، وهو أنه لو اتفقت الألوان والأسنة [لبطل] التمييز، فلم يعرف الأب ابنه، والابن أباه، وكذلك في الأخوة والأزواج وجميع الناس.
وقوله: * (إن في ذلك لآيات للعالمين) قرأ حفص بن عاصم: ' للعالمين ' هو جمع عالم، وأما القراءة المعروفة: ' للعالمين ' يعني: الجن والإنس وجميع الخلق.
قوله تعالى: * (ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله) أي: منامكم بالليل، وابتغاؤكم من فضله بالنهار. ويقال معناه: ومن آياته منامكم [واشتغالكم] من فضل الله بالليل والنهار.
وقوله: * (إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) أي: يسمعون ما يذكر لهم من هذه الآيات.
قوله تعالى: * (ومن آياته يريكم البرق) معناه: من آياته أنه يريكم البرق، وقد بينا وجه القول في البرق. وعن بعضهم قال: إذا أبرقت السماء أربعين برقة فلا يخلفه أي: لا يتأخر المطر، قال الشاعر:
(لا يكن (برقا كبرق) خلبا * إن خير البرق [ما] الغيث معه)