تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢١٦
* (وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون (39) الله الذي خلقكم ثم) * * المراد من الآية هو أن يعطي الرجل غيره عطية ليعطيه أكثر منها، وهذا جائز للناس أن يفعلوا غير أنه في القيامة لا يثاب عليه، فهو معنى قوله: * (فلا يربوا عند الله) وقد كان هذا الفعل حراما على النبي، قال الله تعالى له: * (ولا تمنن تستكثر) أي: لا تعط وتطلب أن تعطى أكثر مما أعطيت. وعن إبراهيم النخعي قال: كان الرجل يعطى صديقه مالا ليكثر مال الصديق، ولا (يرد) به وجه الله، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية. وقرئ ' لتربوا في أموال الناس ' من أموال الناس ' فلا يربوا عند الله ' أي: لا يكثر عند الله.
وقوله: * (وما آتيتم من زكاة) أي: صدقة.
وقوله: * (تريدون وجه الله) قد بينا.
وقوله: * (فأولئك هم المضعفون) أي: ذو الأضعاف.
تقول العرب: القوم مسمنون ومهزلون وملبنون، والمعنى ما بينا. قال الشاعر: ((يخبرهم على حذر وقالت * بنى (معلكم) بظل مسيف) أي: ذو سيف.
قوله تعالى: * (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم) الآية ظاهر المعنى.
وقوله: * (هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ) أي: مثل ذلكم من شئ.
وقوله: * (سبحانه وتعالى عما يشركون) قد بينا من قبل.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»