تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢١٣
* (وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين (31) من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون (32) وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا) * * وقوله: * (واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين) أي: الجاحدين.
قوله تعالى: * (من الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا) أي: تركوا دينهم، وقرئ: ' فرقوا دينهم ' أي: تفرقوا في دينهم. وفي الآية أقول، أظهر الأقاويل: أن المراد منهم اليهود والنصارى.
وقد روى في بعض الأخبار: ' أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة '.
والقول الثاني: أن المراد من الآية هم الخوارج، حكى هذا عن أبي أمامة الباهلي.
والقول الثالث: أن المراد من الآية أهل الأهواء والبدع، وقد روى هذا في خبر مسند عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي قال لها: ' إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا هم أهل الأهواء والبدع من هذه الأمة، يا عائشة، إن لكل قوم توبة إلا أهل الأهواء والبدع فليس لهم توبة، أنا منهم برئ، وهم مني براء '.
وقوله: * (كل حزب بما لديهم فرحون) أي: راضون بما عندهم. وقال بعض أهل
(٢١٣)
مفاتيح البحث: الخوارج (1)، الصّلاة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 213 214 215 216 217 218 ... » »»