تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٥٧
* (أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون (78) فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا) * * وفي تفسير النقاش: أن موسى - عليه السلام - علم يوشع بن نون ثلث الكيمياء، وعلم قارون ثلث الكيمياء؛ وعلم هارون ثلث الكيمياء؛ فكثر بذلك ماله. والقول الثالث: على علم عندي بوجوه المكاسب والتصرفات.
وعن عطاء بن أبي رباح أن قارون وجد كنزا ليوسف، فكان ماله من هذا الوجه.
وقوله: * (أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا) أي: للمال.
وقوله: * (ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) أي: يوم القيامة، فإن قال قائل: قد قال تعالى: * (فوربك لنسألنهم أجمعين) وأمثال هذا من الآيات، وهاهنا قال: (ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) فكيف وجه التوفيق بين الآيتين؟ والجواب إنا بينا أن في القيامة مواقف؛ ففي موقف يسألون، وفي موقف لا يسألون، ويقال: لا يسألون سؤال استعلام، وإنما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ، ويقال: لا يسألون سؤال من له عذر في الجواب، وإنما يسألون على معنى إظهار قبائحهم ليفتضحوا على رؤوس الجمع.
وعن قتادة قال: الكافر لا يحاسب، بل يؤمر به إلى النار من غير حساب ولا سؤال. وقال بعضهم: ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون؛ لأنهم يعرفون بسيماهم، قال الله تعالى، * (يعرف المجرمون بسيماهم).
قوله تعالى: * (فخرج على قومه في زينته) الزينة بهجة الدنيا ونضارتها، وعن إبراهيم النخعي قال: خرج قارون وقومه في ثياب حمر وصفر. وعن مقاتل قال: خرج على بغلة شهباء، عليها سرج من ذهب، وللسرج مثبرة من أرجو، ومعه أربعة آلاف من الخيل عليها الفرسان، قد تزينوا بالأرجوانات، ومعه ثلاثمائة جارية بيض على
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»