تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٥٩
قوله تعالى: * (فخسفنا به وبداره الأرض) وفي بعض التفاسير: أن قارون قال لموسى: سلمنا لك النبوة، فما بال الحبورة ولهارون؟ وإذا كان لك النبوة، ولهارون الحبورة فمالي؟ فقال موسى: إني لم أعطه الحبورة، ولكن الله تعالى أعطاه الحبورة، فقال: لا أصدقك على ذلك حتى تريني آية، فأمر موسى حتى جمعوا عصيهم، وقال: من اخضرت عصاه فالحبورة له، فاخضرت عصا هارون، وجعلت تهتز من بين العصى، فقال قارون: هذا من سحرك، وليس هذا بأول سحر أتيت به، فحينئذ دعا الله موسى على قارون.
وروى أنه لما واضع المرأة البغي حتى ادعت على موسى أنه زنا بها، أو دعاها إلى الفاحشة، غضب موسى ودعا الله تعالى. وفي بعض القصص: أنه كان مع قارون قوم كثير من بني لاوى، فجاء موسى إليهم، وقال: إن الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون، فمن أرادني فليعتزله، فاعتزل منه جميع قومه إلا [رجلين] بقيا معه من بني أعمامه، ثم إن موسى خاطب الأرض، وقال: خذيهم، فأخذت الأرض بأقدامهم، ثم قال: خذيهم، فأخذت إلى ركبهم، ثم قال: خذيهم: فأخذت إلى حقوهم، ثم قال: خذيهم، فأخذت إلى أعناقهم.
وفي التفسير: أن قارون في كل ذلك يستغيث بموسى وينشده والرحم، ويقول: ارحمني، ثم قال: خذيهم، فأطبقت الأرض عليهم.
قال قتادة: فهم يذهبون في الأرض كل يوم قامة إلى يوم القيامة.
وعن ابن عباس أن الله تعالى قال لموسى: ما أقسى قلبك؛ استغاث بك عبدي، فلم تغثه، ولو استغاث بي مرة لأغثته.
وفي بعض الآثار: لا أجعل الأرض بعدك طوعا لأحد.
وذكر أبو الحسين بن فارس في تفسيره: أن الأرض لما أخذت قارون إلى عنقه نزع موسى نعليه، وضرب بهما وجهه، وقال: اذهبوا بني لاوى، وأطبقت بهم الأرض.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»