تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٦٠
* (فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين (81) وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن) * * وذكر أيضا أن يونس بن متى لقيه في ظلمات الأرض حين يطوف به الحوت، فقال له قارون: يا يونس، تب إلى الله تجد الله تعالى في أول قدم ترجع إليه، فقال له يونس: فأنت لم لا تتوب؟ فقال: جعلت توبتي إلى ابن عمي.
وقوله: * (وبداره الأرض) روى أن بني إسرائيل قالوا: إنما أهلك موسى قارون ليأخذ أمواله، وكانت أراضي دوره من فضة، وأثاث الحيطان من ذهب، فأمر موسى الأرض حتى أحضرت دوره، ثم أمرها حتى خسفت بها، فانقطع الكلام.
وقوله: * (فما كان له من فئة) أي: من جماعة * (ينصرونه) أي: يمنعونه * (من دون الله).
وقوله: * (وما كان من المنتصرين) أي: من الممتنعين، ومعناه: لم يكن يمنع نفسه، ولا يمنعه أحد من عذاب الله.
قوله تعالى: * (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس) يعني: أن يكونوا مكانه، وفي منزلته.
وقوله: * (يقولون ويكأن الله) وقوله: * (ويكأن) فيه أقوال: قال الفراء: ويكأن عند العرب تقرير، ومعناه: ألم تر أنه؛ وحكى الفراء أن أعرابية قالت لزوجها: أين ابنك؟ فقال لها: ويكأنه وراء البيت، ومعناه: أما ترينه وراء البيت.
وقال بعضهم ويكأنه: معنى ' ويك ' أي: ويلك، وحذفت اللام، وقوله: * (أنه) كلمة تندم، كأن القوم لما رأوا تلك الحالة تندموا على ما تمنوا، ثم قالوا: كان الله يبسط الرزق لمن يشاء أي: أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أي: يوسع ويضيق. وأنشدوا فيما قلنا من المعاني:
(سالتان الطلاق أن رأتاني * قل مالي قد جئتماني بنكر)
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»