* (إليك ما كانوا إيانا يعبدون (63) وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون (64) ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين (65) فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون (66) فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين (67) وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم) * * قوله تعالى: * (وقيل ادعوا شركاءكم) يعني قيل للكفار: ادعوا شركاءكم أي: الأصنام، ومعنى قوله: * (شركاءكم) أي: شركائي في زعمكم.
وقوله: * (فدعوهم فلم يستجيبوا لهم) أي: لم يجيبوا لهم.
وقوله: * (ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون) معناه: لو أنهم كانوا يهتدون ما رأوا العذاب.
وقوله تعالى: * (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) أي: ينادى الكفار.
وقوله: * (فعميت عليهم الأنباء يومئذ) أي: الحجج؛ فكأنهم لما لم يجدوا حجة فقد عجزوا عنها.
وقوله: * (فهم لا يتساءلون) قد بينا أن هذا في بعض المواطن، ويقال: لا يتساءلون سؤال التواصل والعطف، ويقال: لا يسأل بعضهم بعضا أي: لا يحمل غيره ذنبه؛ لأنه لا يجد.
وقوله: * (فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين) أي: من السعداء الناجحين، وفي بعض التفاسير: أن عسى واجب في جميع القرآن، إلا في قوله: * (عسى ربه إن طلقكن).
قوله تعالى: * (وربك يخلق ما يشاء ويختار) أي: يخلق ما يشاء من الخلق، ويختار من يشاء للنبوة. ويقال: إن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة حيث قال لولا أنزل القرآن على رجل من القريتين عظيم، فأراد به الوليد بن المغيرة نفسه وعروة بن مسعود الثقفي، والقريتين: مكة والطائف، فأنزل الله تعالى هذه الآية.