تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٤٦
* (فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين (50) (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون (51) الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون (52) وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا) * * وقوله: * (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) أي: بغير بيان من الله، وفي الآية دلالة على أنه يجوز أن يكون الهوى موافقا للحق، وإن كان نادرا. وروي أن بعض المشايخ سئل عن هوى وافق حقا، فقال: هو الزبد بالنرسيان، والنرسيان نوع من التمر بالبصرة أجود ما يكون.
وقوله: * (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) أي: المشركين، وفي الآية دليل على أن النبي طلب منهم أن يأتوا بكتاب مثل كتابه، وتحداهم بذلك مرارا، ولم يأتوا به، ولو قدروا لأتوا به، ولو ببذل النفوس والأموال، ولو أتوا به لعرف ذلك، وسارت به الركبان.
قوله: * (ولقد وصلنا لهم القول) أي: ذكرنا لهم إهلاك الأمم الماضية، فاتصل بعضهم ببعض من الكفر، واتصل عذاب بعضهم ببعض.
وقوله تعالى: * (لعلهم يتذكرون) أي: [يتعظون].
قوله تعالى: * (الذين آتيناهم الكتاب من قبله) قال سعيد بن جبير: هؤلاء قوم من مؤمني الحبشة، آمنوا بالنبي، وقدموا المدينة، وجاهدوا معه.
وعن [ابن] عباس قال: نزلت الآية في ثمانين من أهل الكتاب، وأربعون من نجران، واثنان وثلاثون من الحبشة، وثمانية من الشام.
وقال بعضهم: نزلت الآية في قوم كانوا يطلبون الدين قبل لنبي، فلما بعث آمنوا به، وقالوا: كان فيهم عبد الله بن سلام، وسلمان، والجارود العبدري وغيرهم.
وقوله: * (هم به يؤمنون) بالكتاب، وقيل: بمحمد.
قوله تعالى: * (وإذا يتلى عليهم) يعني: القرآن * (قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»