تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٦١
* (من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون (82) تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين (83) من جاء بالحسنة) * * (وى كأن من يكن له نشب يحبب * ومن يفتقر يعيش عيش ضر) وأنشدوا أيضا قول عنترة في أن ويك بمعنى ويلك:
(ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها * قول الفوارس ويك عنتر أقدم) ومن المعروف في التفاسير عن العلماء المتقدمين: ويكأن الله: ألم تر أن الله، وحكى مثل هذا عن أبي عبيدة.
وقوله: * (لولا أن من الله علينا لخسف بنا) أي: لولا أن أنعم الله علينا لخسف بنا مثل ما خسف بقارون.
وقوله: * (ويكأنه لا يفلح الكافرون) قد بينا.
قوله تعالى: * (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض) أي: استكبارا، وأصل التكبر هو الشرك بالله، قال الله تعالى: * (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) ومن التكبر الاستطالة على الناس واستحقارهم، والتهاون بهم، ويقال إرادة العلو هو ترك التواضع.
وقيل: * (لا يريدون علوا في الأرض) معناه: لا يجزعون من ذلها، ولا ينافسون في عزها.
وقوله: * (ولا فسادا) أي: العمل بالمعاصي، وقال عكرمة: هو أخذ مال الناس بغير حق.
وقوله: * (والعاقبة للمتقين) أي: الجنة للمتقين، وقيل: العاقبة الحسنة للمتقين، وروى زاذان عن علي - رضي الله عنه - أنه كان يمشي ويدور في الأسواق، يعين الضعيف، وينصر المظلوم، ويمر بالبقال والبياع فيفتح عليه القرآن، ويقرأ: * (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض..) الآية.
وعنه أيضا أنه قال: من أعجبه شسع نعله على شسع أخيه، فهو ممن يريد العلو في
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»