* (سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين (25) قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين (26) قال إني أريد) * * رجعتا إلى أبيهما بسرعة أنكر رجوعهما، فذكرتا له قصة الرجل، فبعث إحداهما في طلبه.
وقوله: * (تمشي على استحياء) روى عمرو بن ميمون، عن عمر أنه قال: ليبست بسلفع من النساء، ولا خراجة ولا ولاجة، ولكن وضعت كمها على وجهها استحياء.
وقوله: * (قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) أي: ليطعمك ويثيبك أجر ما سقيت لنا أي: عوض ما سقيت لنا. قال أبو حازم سلمة بن دينار: لما سمع موسى هذا أراد ألا يذهب ولكن كان جائعا، فلم يجد بدا من الذهاب، فمشت المرأة ومشى موسى خلفها، فجعلت الريح تضرب ثوبها، وتصف عجيزتها، فكره موسى ذلك، فقال: يا أمة الله، امشي خلفي وصفي لي الطريق، ففعلت كذلك، فلما وصل موسى إلى دار شعيب، فإذا العشاء تهيأ، فقال: يا شاب، اجلس، فكل، فقال:
معاذ الله، إنا أهل بيت لا نطلب على عمل من أعمال الآخرة عوضا من الدنيا، فقال له شعيب: إن هذا عاداتي وعادات آبائي، نقري الضيف ونطعم الطعام، فجلس وأكل. هذا كله قول أبي حازم.
وقوله: * (فلما جاءه وقص عليه القصص) يعني: ما لقي من فرعون وأمره من أوله إلى آخره.
وقوله: * (لا تخف نجوت من القوم الظالمين) إنما قال هذا؛ لأنه لم يكن لفرعون سلطان على مدين، والظالمين: فرعون وقومه.
قوله تعالى: * (قالت إحداهما يا أبت استأجره) أي: استأجره لرعي الغنم. وفي القصة: أن شعيبا قال لابنته: وما علمك بقوته وأمانته؟ فقالت: أما قوته فلأنه حمل حجرا لا يحمله إلا عشرة من الرجال، وأما أمانته فإنه قال لي: امش خلفي لئلا تصف