تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١١٨
* (شاء الله وكل أتوه داخرين (87) وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون (88) من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون (89)) * * (بأرعن مثل الطود تحسب أنهم * وقوف لحاج والركاب تهملج) أي: تتهملج.
وقوله: * (صنع الله الذي أتقن كل شيء) أي: أحكم كل شيء.
وقوله: * (إنه لخبير بما تفعلون) أي: بما تصنعون.
قوله تعالى: * (من جاء بالحسنة فله خير منها) أي: له منها خير، وقال بعضهم: له خير يصل إليه منها، ومنهم من قال: خير منها أي: أنفع منها، وأما الحسنة ففي قول عامة المفسرين هي قول لا إله إلا الله، وقيل: هي كل طاعة، وعن أبي ذر أنه سئل وقيل له: قول لا إله إلا الله حسنة؟ فقال: هي أحسن الحسنات.
وقوله: * (وهم في فزع يومئذ آمنون) قد بينا معنى الفزع من قبل، وقرئ: ' فزع يومئذ ' على الإضافة، وقرئ: ' فزع يومئذ ' على التنوين، قال أبو علي الفارسي: ((فزع يومئذ)) على التنوين، يدل على التكثير، و: ' فزع يومئذ ' على الإضافة لا يدل على التكثير.
قوله تعالى: * (ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار) وقوله: * (هل تجزون إلا ما كانوا يعملون) ظاهر المعنى.
وقال بعضهم في قوله: * (خير منها): إنما قال هذا؛ لأن جزاء الحسنات مضاعف أي: أن يبلغ العشر وزيادة فقوله: * (خير منها) أي: أكثر منها.
قوله تعالى: * (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها) وقرأ ابن مسعود وابن عباس: ' التي حرمها ' فقوله: * (التي حرمها) ينصرف إلى البلدة، (وقوله: * (الذي) ينصرف إلى الله، وهو المعروف، وأما التحريم فهو تحريم الصيد، وكان ما ذكرناه من قبل).
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»