* (وجاعلوه من المرسلين (7) فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون) * * وقوله: * (فألقيه في اليم) اليم: البحر، والمراد منه هاهنا على قول جميع المفسرين هو النيل، قال ابن عباس: دعت بنجار واتخذت تابوتا، فذهب ذلك النجار وأخبر فرعون، وجاء بالأعوان، فطمس الله على عينه حتى لم يهتد إلى شيء، فعاهد مع الله إن رد عليه بصره ليصرفن الأعوان عنه، فرد الله بصره عليه، فصرف الأعوان، ثم إنه آمن بموسى عليه السلام من بعد، وهو مؤمن آل فرعون، واسمه حزقيل.
وقوله: * (ولا تخافي ولا تحزني) أي: لا تخافي عليه من الغرق، وقيل: من الضيعة، وقوله: * (ولا تحزني) أي: ولا تحزني على فراقه.
وقوله: * (إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) ظاهر المعنى، وقد اشتملت الآية على أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين، أما الأمران: فقوله: * (أن أرضعيه)، وقوله: * (فألقيه في اليم)، وأما النهيان: فقوله: * (ولا تخافي ولا تحزني)، وأما الخبران: فقوله: * (وأوحينا إلى أم موسى) وكذلك قوله: * (فإذا خفت عليه) وأما البشارتان: فقوله تعالى: * (إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)، الآية تعد من فصيح القرآن.
قوله تعالى: * (فالتقطه آل فرعون) الالتقاط هو وجود الشيء من غير طلب. وفي القصة: أن أم موسى وضعت موسى في التابوت، وجاءت به وألقته في النيل، فمر به الماء إلى جانب دار فرعون، وقد كانت الجواري خرجن لاستقاء الماء، فرد الماء التابوت في المشرعة التي يستقون منها، ويقال: تعلق التابوت بالشجر التي كانت ثم، وموسى هو بالعبرية موشى، و ' مو ' هو الماء، و ' شى ' هو الشجر، وسمي موشى؛ لأنه وجد بين الماء والشجر، فأخذت الجواري التابوت، وذهبن به إلى امرأة فرعون، وهي آسية بنت مزاحم، ويقال: إنها كانت من بني إسرائيل، وكان فرعون نكح منهم هذه المرأة.
وقوله: * (ليكون لهم عدوا وحزنا) (هذه اللام لام العاقبة، وقيل: لام الصيرورة، فإنهم ما التقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا)، ولكن صار أمرهم إلى هذا، فذكر