تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٠٧
* (دون النساء بل أنتم قوم تجهلون (55) فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون (56) فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين (57) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين (58) قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير أما يشركون (59) أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن) * * قوله تعالى: * (فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين) أي: جعلناها من الباقين في العذاب.
قوله تعالى: * (فأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين) في القصة: أن قوم لوط خسف بهم، وتتبع الحجر الشذاذ منهم فأهلكهم.
وقوله: * (فساء مطر المنذرين) أي: بئس مطر المنذرين، والمنذرون هم الذين خوفوا بالهلاك.
قوله تعالى: * (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى) قوله: * (عباده الذين اصطفى). فيه أقوال: روي عن ابن عباس أنه قال: هم أصحاب رسول الله، وعنه أيضا أنه قال: هم أمة محمد، وعنه أيضا أنه قال: كل المؤمنين من السابقين والخالفين.
وقوله: * (آلله خير أما يشركون) أي: عبادة الله خير أم عبادة ما يشركون؟ فإن قيل: ليس في عبادة غير الله خير أصلا، فكيف يستقيم معنى الآية؟ والجواب: أنهم كانوا يعتقدون أن في ذلك خيرا، فخرجت الآية على ذلك. وقال بعضهم: كانوا يعتقدون أن الأصنام آلهة، ولولا اعتقادهم لم يستقم قوله: * (آلله خير أما يشركون). وقد حكى سيبويه أن العرب تقول: أيها الرجل، الشقاوة خير أم السعادة؟ وهو يعلم أن لا خير في الشقاوة، وأن كل الخير في السعادة.
وقال حسان بن ثابت:
(أتهجوه ولست له بند * فشركما لخيركما الفداء) وقال بعضهم: آلله خير أما يشركون معناه: الخير في هذا أم في هذا الذي تشركون به مع الله؟ ويجوز أن يكون معناه: ثواب الله خير أو ثواب ما تشركون به؟.
قوله: * (أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء) معناه: الخير
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»